الســـــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
من منا لا يعرف الملك الضليل ! من منا لا يعرف
أمرؤ القيس ( أبا الحارث ) !
اليوم جايب لكم ملخص لحياة
أمرؤ القيس ! قد قرأته وأعجبني جدا ..
وأتمنى أن يعجبكم أيضا ....
لست أدري من أين أبدأ حين أتحدث عن هذا الشاعر الذي غطى شعره على عمالته وإجرامه
فرغم أنه من أوائل العملاء الذين استعانوا بالروم على قومهم، ورغم أنه كان من أفسق الناس وأكثرهم فحشاً وفجوراً
على الرغم من كل ذلك فقد شفع له شعره حتى بوأه مكانة راقية جعلت الشعراء والأدباء يحفلون به، ويذكرونه دائماًباعتباره من فحول الشعراء، وأول من قيّد الأوابد..
ولا أذيع سراً إذا قلت:
إن الفكرة التي انقدحت في ذهني للكتابة عن هذا الشاعر سببها ما نعيشه في هذه الأيام من خيانات ومؤامرات يذهب ضحيتها كل يوم عشرات من الأبرياء، ويتفرج على سيل دمائهم العملاء الذين تسببوا بقتلهم كما يتفرج عامة الناس عبر القنوات والشاشات.
امرؤ
القيس عميل عربي صميم
سعى لاستقدام جيش من الروم ليأخذ بثأر أبيه المقتول
وقد سار في رحلته من بلاد كندة في الجزيرة العربية إلى أن التقى بقيصر الروم الذي كان يتخذ من القسطنطينية عاصمة لملكه.
وكانت رحلته شاقة عسيرة صحبه فيها عمرو بن قمئة، الذي بكى على فراق الوطن، وقال قصيدة يصف فيها مشاعره وبكاءه، ويتحدث عن نفسه فيقول:
لما رأت ساتيدما استعبرت = لله در اليومَ من لامها
تذكرت أرضاً بها أهلها = أخوالها فيها وأعمامها
فقال فيه امرؤ القيس:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه= وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما = نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا
ومن المعروف أن امرأ
القيس وصل في رحلته تلك إلى قيصر الروم والتقى به، وطلب مساعدته
وقد وعده القيصر ومنّاه
لكن كما هو الحال فالروم لا يقدمون على عمل كهذا إلا بعد حساب الربح والخسارة، والفوائد المادية التي سيحصلون عليها.
ولأن بلاد العرب كانت بلاداً مجدبة قليلة الزرع - ولم يكن النفط قد اكتشف آنذاك- فقد زهدوا في المساعدة.
ولأجل أن يتخلص القيصر من وعوده لامرئ
القيس فقد أشار عليه بعض الجلساء أن يقتله ويتخلص منه
وهو ما قام به القيصر، ولكن بطريقة مختلفة
تقول الرواية :
إن القيصر أهدى لامرئ
القيس حلة مسمومة
وعاد امرؤ
القيس وهو يلبس الحلة، ( على أمل أن يبعث القيصر إليه بالجيش) ولكنه في الطريق أحس بالسم يسري في جسده، وشعر بدنو أجله فقال أبياتاً ودع فيها الحياة، بالقرب من جبل عسيب.
وهذي أجمل أبياته :
( من وجهة نظري طبعا )
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِل
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ